فكرة الانفجار الأعظم
كان الكون منذ بادئ الأمر مستقر تخلق فيه المادة باستمرار
قام العالم جورج غاموف عام 1948 بالتحقق أن الكون الأول هو كرة نارية كثيفة والبروتونات والنيترونات سيلتصق بعضها ببعض لتشكل نوى الذرات
وعالمنا الذي نعيش فيه قد ولد قبل 15 الف مليون سنة نتيجة انفجار هائل وهو الانفجار الاعظم
ان نقطة صغيرة جدا من مادة فائقة الكثافة وشديدة الحرارة تمزقت بانفجار طاقي عنيف فخلقت فضاء مازال يتوسع حتى الآن وأول مشهد من حياة الكون بدء من الثانية الأولى
والحقبة الأولية قصيرة جدا مقارنة مع المقاييس العددية لكنها مفعمة بأحداث كونية كبرى
وهذه الحقبة الأولية بدءت في اللحظة 〖10〗^(-43) الأولى من الثانية وفي درجة حرارة 〖10〗^32 والكون كان عندها نقطة دقيقة قطرها 〖10〗^32 cm وتحوي مزيجا من الجسيمات وأضدادها التي تولد وتفنى
ومع مرور الوقت في هذه الثانية نفسها نجد فيها مراحل عديدة تتلخص فيما يلي :
تبدء النقطة بالانتفاخ بتأثير قوى شادة عليها فتتسرب فقاعات كمومية للخلاء المحيط وتنتفخ بسرعة هائلة يكون عندها عالمنا المرئي في داخلها يبلغ حجم كرة المضرب
تتوحد في الخلاء القوى الشادة والضاغطة عدا قوة الثقالة مما يجعله في حالة استقرار فينتج مزيدا من الجسيمات وتتجمد القوى الشادة المؤدية لتسرب الفقاعات للخلاء فيتوقف الانتفاخ ويتجدد النفجار الاعظم لكن ببطء وبنفس القوة
نشاهد نوعين من الجسيمات :
كواركات تتحسس القوة الشديدة
الليبتونات وتتحسس قوة كهرضعيفة موحدة
في لحظة معينة من الثانية الأولى تنشطر القوة الكهرضعيفة إلى قوة كهرطيسية وقوة ضعيفة وتنخفض درجة الحرارة
في لحظة بعدها نلاحظ مذبحة كواركات تسبح في الفضاء وتتفاعل مع جسيمات اخرى وببرود الكون لاتكفي الطاقة عندها لتوليد الكواركات فتأخذ الأزواج بالفناء
تتحد الكوراركات المتبقية لتشكيل البروتونات والنيترونات
وفي نهاية الثانية الاولى تنجو معظم النترينوهات التي كانت تتحسس القوة الضعيفة
وتتحد التتحد البروتونات والنيترونات فجأة وتشكل نوى الهيليوم
خلال ال 100 ألف سنة التالية بعدها يمتزج الهيدروجين والهيليوم وآثار نوى خفيفة مع الالكترونات والإشعاع وتبرد جميعها
خلال ال 300 ألف سنة التالية الكون يضيء
وتبدأ الاكترونات بعدها بالالتحاق بالنوى متولد أول مادة نووية وهندها يكون الإشعاع غير كاف لتحطيم الذرات ولم يمتص آليا
فأصبح الكون شفافا مضيأً
خلال الألف مليون مليون سنة أصبح الكون كما نعهده بالمقاييس الكونية والذرية وبذلك سمي هذا الحدث أعظم انفجار حتى الآن ..........