منتدى الجيولوجيين العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الجيولوجيين العرب

منتدى الجيولوجيين العرب يرحب بكل باحث و دارس ومهتم في أي من مجالات علوم الأرض
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حوض ميزوباتام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو سعيد
مشرف المنتديات التقنية
مشرف المنتديات التقنية




حوض ميزوباتام Empty
مُساهمةموضوع: حوض ميزوباتام   حوض ميزوباتام Icon_minitimeالسبت فبراير 14, 2009 6:43 am

تعود تسمية ميزوباتام إلي عهد تاريخ (باترياخ ابرهام Petriach Abraham) الذي كان يسكن في مدينة حران ــ هران الواقعة ما بين نهري دجلة والفرات ضمن الجزء الشمالي من سوريا (كردستان سوريا).
سهل حران، سهل زراعي معروف بالكردية (ده شتاحه راني).

يعد حوض ميزوباتام من أقدم المناطق الحضارية، ويعود تاريخ البشرية في كهوف سلاسل زاغروس وطوروس المحيطة بها خلال العصور الجليدية إلي أكثر من 60 ألف سنة (اثار كهف شانده/ كردستان العراق)..
زحفت الجماعات البشرية من نوع الإنسان القديم (السيناتدرتال) من كهوف سلاسل جبال زاغروس وطوروس نحو ضفاف الأنهار والبحيرات والسهول المحاذية في سهل ميزوباتام واستقروا حول تلك المناطق وظهرت الحياة البدائية بناء القرى البدائية وتاريخ (قرية جرمو) يعني باللغة الكردية (جه رمو ــ أي الجلد) نسبة إلي جلد الحيوانات التي كانت اللباس البدائي لإنسان السيناتدرتال آنذاك، ما هو إلا دليل على أقدم القرى البدائية فيها، يعود تاريخ (قرية جه رمو) إلى ما يقارب من 7000 سنة قبل الميلاد.

أشارت الدراسات العلمية إلى ظهور الحياة الزراعية البدائية في المناطق الجبلية بالقرب من المثلث التركي الإيراني العراقي، ويعود تاريخها إلي حوالي 7000 سنة قبل الميلاد وقد تم اكتشاف الأواني الفخارية في تلك المنطقة.

من الصعب جداً فهم وتحليل وتفسير تطور الحياة البشرية في حوض ميزوباتام والمناطق الجبلية المحيطة بها من دون الإشارة إلي التاريخ الجيولوجي لتلك المنطقة إذ يمكن من خلال ذلك العودة إلى الوراء لفهم حجم التغيرات التي طرأت عليها خلال 10 ملايين سنة الأخيرة من تاريخ التطور الجيولوجي لهذه المنطقة والمناطق المحيطة بها.

تاريخ التطور الجيولوجي لحوض ميزوباتام والمناطق المحيطة بها:
كانت الأحواض المائية الحالية (بحر قزوين، البحر الأسود، البحر الأبيض المتوسط، البحر الأحمر والخليج) و(بحر قرم، الذي انقرض نهائياً) عبارة عن حوض مائي ضحل يحتوي على بعض الجزر والمرتفعات التي كانت تفصل ذلك الحوض المائي الكبير، حيث كانت آثار تلك الجزر والمرتفعات واقعة على امتداد سلاسل جبال (زاغروس، طوروس، الأناضول، البرز، والقفقاز قبل ما يقارب من 10 ملايين سنة).
تعرضت القشرة الأرضية بفعل حركة الكتل القارية المحيطة بذلك الحوض المائي الكبير إلي حركات تكتونية (ارتفاع القشرة الأرضية) أدت إلى انحسار وتراجع الحوض المائي وتحوله إلى ما يشبه البحيرات الكبيرة المغلقة أو شبه المغلقة بفعل بناء سلاسل جبال (زاغروس، طوروس، الأناضول، البرز وقفقاز) على آثار ذلك الحوض المائي الكبير.

ترافقت تلك الحركات الأرضية مع ثورات بركانية على امتداد اتجاهات تلك السلاسل الجبلية وعلى اتجاه الفوالق العميقة. وتشير الدراسات البركانية في تلك المنطقة إلي أن حوالي 31% من البراكين التي انفجرت خلال (210 ــ 18 مليون سنة) الأخيرة من التاريخ الجيولوجي للمنطقة قد تكونت خلال مراحل بناء السلاسل الجبلية، وأدت تلك الحركات والتغيرات إلى تغير تضاريس سطح الأرض وتغير الحياة المائية والنباتية بفعل تراجع المياه وبفعل التغيرات المناخية التي طرأت آنذاك.

ثم أدت التغيرات المناخية الأخيرة خلال مرحلة الكوارتري قبل ما يقارب من 3 ملايين سنة إلى عصر جليدي قارص ووصل سمك الجليد في سلاسل جبال القفقاز إلي أكثر من 1000 متر وغطت معظم المناطق الجبلية المحصورة ما بين سلاسل جبال القفقاز شمالاً وسلاسل جبال (زاغروس ــ طوروس) جنوباً بالجليد ماعدا بعض الأحواض المائية (بحيرة وان وبحيرة اورمية) وغيرها من الأحواض المائية في تلك المنطقة.
تشير الدراسات الجيولوجية ودراسة الترسبات النهرية والبحرية إلى أن البحر الأبيض المتوسط كان مرتبطاً بالخليج العربي خلال عصر الميوسين (نيكوف.ك.ب 1974) وكانت تلك القناة المائية الكبيرة تقع على آثار امتداد نهري دجلة والفرات حيث كان مستوى مياه البحار آنذاك حوالي 200 متر فوق المستوى الحالي، وكانت المناطق المحيطة بتلك القناة المائية التي كانت تربط البحر الأبيض المتوسط بالخليج عبارة عن مناطق يابسة، وفي تلك المناطق تكونت الآبار البدائية وتطورت مع التطور والتغيرات الجيولوجية والمناخية التي طرأت عليها.

أدى استمرار النشاط التكتوني "ارتفاع القشرة الأرضية" على امتداد سلاسل جبال زاغروس، طوروس ــ إلى تغيرات مناخية شديدة وإلى ارتفاع تضاريس سطح الأرض، وبالتالي أدت تلك العوامل إلى انفصال البحر الأبيض المتوسط عن الخليج العربي، ومع اشتداد التغيرات المناخية وزحف الجليد جنوباً على المنطقة أدى ذلك إلى تراجع شديد في مستوى مياه البحار خلال 3 ملايين سنة الأخيرة بمقدار 120 متر أقل من المستوى الحالي لمياه البحار، أدى ذلك أيضاً إلى تراجع شديد للمياه في الخليج حيث وصلت الحدود الشمالية بالقرب من مضيق هرمز وتغير جراء ذلك موقع مصب نهري دجلة والفرات من الموقع الحالي إلى مضيق هرمز.

تطورت الشبكة النهرية خلال تلك الفترة ويمكن القول بأن الأنهار قد تحولت من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب كما كان الحال في نهري دجلة والفرات وروافدهما، وإن آثار الترسبات (المصاطب النهرية) تؤكد صحة ذلك وعلى تغير مجرى الأنهار خلال تاريخ التطور الجيولوجي خلال 3 ملايين سنة الأخيرة.

قاد ذلك النشاط في الشبكة النهرية إلى اشتداد عمليات التعرية والتآكل للمناطق الجبلية المحيطة بحوض ميزوباتام وأدى ذلك إلى نقل الترسبات وإلى امتلاء تلك الأحواض والمنخفضات والقناة الرئيسة التي كانت تربط البحر الأبيض المتوسط بالخليج بالترسبات النهرية والجليدية (الترسبات القارية). وأدى ذلك أيضاً إلى تراجع مستمر لحدود المياه وزحفها نحو الجنوب إلى أن وصلت إلى الوضع الحالي لحدود الخليج.
تم تحديد حوالي ست مصاطب لترسبات حوض الخليج تقع على أعماق (9 أمتار، 18 متراً ، 29 متراً، 37 متراً، 66 متراً ،80 متراً و 100 متر) ، وتعكس خصوصيات مكونات تلك المصاطب وسمكها حجم التغيرات التي طرأت على المنطقة وعلى تغير مواقع سواحل الخليج بمرور الزمن مما أدى إلى تراجع الحدود الشمالية للخليج بفعل امتلاء مصبات الأنهار بالترسبات وبالتالي إلى تكوين سهل ميزوباتام على آثار واتجاه تلك الأحواض المائية التي انقرضت مع مرور الزمن.

لو يتم إجراء دراسات تفصيلية عن تاريخ تطور الخليج والشبكة النهرية خلال 3 ملايين سنة الأخيرة فإن ذلك يساعد على تدقيق وإيضاح أكثر عن الظروف والمراحل التي مرت بها منطقة حوض ميزوباتام منذ نشوئها وتطورها وظهور الحياة النباتية والحيوانية والبشرية هناك.


أهمية حوض ميزوباتام

الأهمية الاقتصادية:

يعد حوض ميزوباتام من أهم المناطق الغنية بالنفط والغاز (حزام الخليج النفطي وحزام شمال العراق النفطي) تمثل الحزام النفطي للخليج بالجزء الشمالي من الخليج وجنوب وحتى وسط العراق التي تحتوي علي العديد من حقول النفط والغاز وحزام العراق ــ سوريا النفطي يمتد من (خانقين ــ كركوك، عمور، عين زالة، قاميشلي، باتمان).
اهتمت الدول الاستعمارية منذ بداية القرن العشرين بهاتين المنطقتين الغنيتين بالنفط، ولعبت تلك المناطق دوراً أساسياً في تشكيل وتحديد حدود الدول (العراق، سوريا، تركيا، إيران) وانتهت بتقسيم كردستان بين الدول الأربع، وأخذت كل دولة جزءاً (حصة) من النفط بموجب المعطيات الجيولوجية النفطية التي كانت موجودة آنذاك. وأعتقد بأنه لو توفرت المعلومات الحديثة عن النفط والغاز في الحزام النفطي آنذاك لكان تقسيمها على الدول الأربع بشكل آخر، أي أن حدود تلك الدول ما كانت على ما هي عليه الآن!
كما أن المنطقة غنية جداً بالمياه السطحية والجوفية وبالثروات الطبيعية الأخرى.


الأهمية الدينية:

فضلاً عن الأهمية الحضارية ومهد البشرية في هذه المنطقة فان الجزء الشمالي منها مهم جداً من الناحية الدينية، حيث جاء ذكر قصة النبي نوح عليه السلام في القرآن الكريم واستقرار سفينة نوح عليه السلام علي جبل (الجودي) الواقع في محافظة شريخ التركية بالقرب من المثلث العراقي التركي ، السوري. ومقابل ذلك جاء في كتاب التوراة المقدس أن سفينة نوح عليه السلام وقفت على قمة جبل آرارات، والقمتان الجبليتان تقعان في مناطق الغالبية الكردية.


تحياتي للجميع.................. lol! lol! lol!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حوض ميزوباتام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الجيولوجيين العرب :: العلوم الجيولوجية :: منتدى الجيولوجيا التطبيقية-
انتقل الى: